أكد المراسل أن تعيين مبعوث خاص يحمل في طياته جوانب سلبية، موضحاً أن ترامب لا يثق بالتجربة السياسية العراقية عموماً، ولذلك يتعامل معها بحساسية شديدة.
وفقا لما أفادته وكالة أنباء أهل البيت (ع) الدولية ــ أبنا ــ أشار مراسل وكالة تسنيم في بغداد إلى أن تعيين "مارك سافايا" مبعوثاً خاصاً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون العراق، قبيل الانتخابات البرلمانية، يُعد إشارة سلبية، مؤكداً أن هذه الخطوة تحمل رسالة مفادها أن المهمة الأساسية له ستكون التدخل في مسار تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.
وأوضح مراسل تسنيم في تقريرٍ مصوّر من بغداد أن أبرز خبر في الساحة السياسية العراقية حالياً هو تعيين مبعوث خاص من قبل الرئيس الأمريكي بدلاً من تعيين سفير، مضيفاً أن "آلينا رومانسكي"، السفيرة السابقة للولايات المتحدة في العراق، أنهت مهامها قبل نحو عام، ومنذ ذلك الحين لم تُعيّن واشنطن سفيراً جديداً، بل أوكلت إدارة السفارة إلى القائم بالأعمال "جوشوا هاريس".
وأضاف مراسل الوكالة أن وزارة الخارجية العراقية فوجئت بقرار ترامب تعيين مبعوث خاص بدلاً من سفير، ما أثار العديد من علامات الاستفهام والدهشة، حيث رأى البعض أن هذا الإجراء يعني أن واشنطن تعتزم العمل خارج الأطر الدبلوماسية التقليدية، مثل السفارة ووزارة الخارجية، وأنها تريد التعامل بشكل مباشر مع الحكومة العراقية والزعماء السياسيين في البلاد.
وأكد المراسل أن تعيين مبعوث خاص يحمل في طياته جوانب سلبية، موضحاً أن ترامب لا يثق بالتجربة السياسية العراقية عموماً، ولذلك يتعامل معها بحساسية شديدة.
وفي السياق نفسه، ذكر الصحفي أحمد الصالحي في تقريره أن "مارك سافايا"، المبعوث الخاص لترامب، هو من الكلدان العراقيين-الأمريكيين ويحمل الجنسية الأمريكية، وقد وصل إلى هذا المنصب بفضل مشاركته في الحملة الانتخابية لترامب. كما أشار إلى أن سافايا قاد المفاوضات مع فصائل المقاومة العراقية بشأن الأسيرة الإسرائيلية "تسوركوف" التي أُفرج عنها مؤخراً.
ووفقاً للتقرير، فإن ماضي مارك سافايا كتاجر للماريجوانا والحشيش الطبي كان سبباً للسخرية والتندر في الأوساط الاجتماعية العراقية. وفي ظل نقل القوات الأمريكية إلى إقليم كردستان العراق، يبدو أن واشنطن تسعى إلى فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الجانب العراقي، وأن سافايا يبدي رغبة جدية في إعادة ترتيب الملفات الأمنية وتنظيم العلاقات الأمنية بين البلدين.
وأشار المراسل إلى احتمال فرض عقوبات اقتصادية وتجارية على بغداد خلال فترة إدارة سافايا للملف العراقي، مضيفاً أن تعيينه في هذا التوقيت، المتزامن مع الانتخابات العراقية، يعكس استعداد الأمريكيين لمرحلة ما بعد الانتخابات، أي مرحلة تشكيل الحكومة الجديدة في بغداد. ويريد البيت الأبيض هذه المرة – بحسب المراسل – أن يتدخل بشكل مباشر في عملية تشكيل الحكومة وفرض شخصيات معينة أو سياسات وشروط محددة على الحكومة المقبلة.
ومن هذا المنطلق، أبدى مختلف الفاعلين السياسيين العراقيين من جميع الاتجاهات رغبتهم في توحيد الموقف الوطني تجاه قضية السيادة، ولا سيما في ما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة.
وكان خبراء قد أكدوا في وقت سابق أن عدم تعيين سفير أمريكي في بغداد، فضلاً عن دلالته الدبلوماسية الواضحة على تراجع مستوى العلاقات بين واشنطن وبغداد، يحمل رسالة سياسية مفادها أن الولايات المتحدة ترى المشهد العراقي مشابهاً لما هو عليه في سوريا ولبنان من فوضى واضطراب، ولهذا قررت تعيين مبعوث خاص لهذا الملف.
.....................
انتهى / 323
تعليقك